ا
لمأساة التي عاشها في سفر والده وعدم معرفته له لفترة طويلة وصراحته فيما يخصها ، تعتبر أكثر ما يميز شخصية تامر حسني الذي يحاول تقديم موسيقى وشكل خاص به وحده ، ليمر فعلاً بواستطهما إلى القلوب سريعاً ، وتقتع بهما وبه نقابة المهن الموسيقية في الوقت نفسه ليصبح عضواً بها رغم قصر عمره الفني الذي لم يتجاوز الخمسة أعوام بعد ، وهو ما يعد شرطاً أساسياً للانضمام لعضويتها.
تامر حسني شريف ولد في أغسطس عام 1977 ، في القاهرة لأب مصري وأم سورية ، وتخرج من كلية الإعلام بجامعة 6 أكتوبر ، وجاء ظهوره الأول في عالم الغناء على يد المنتج والمخرج نصر محروس صاحب شركة "فري ميوزيك" للانتاج الفني ، في أغنية "أنا شكلي هاحبك" التي قدمها ضمن مجموعة من الأغنيات لعدد من الأصوات الجديدة في النسخة الثانية من ألبوم "فري ميكس" ، والتي لاقت قبولاً جماهيرياً كبيراً دفع محروس لتقديمه في "مغامرة" تنبأ الكثير بفشلها مع رفيقة الطريق شيرين في ألبوم غنائي كامل – فري ميكس 3 - طبع اسم "تامر وشيرين" فيه على صخرة الأغنية العربية ، رغم كونهما مغمورين آنذاك ، ليثبتا أحقيتهما في الظهور.
والطريف ، أن اسم تامر ارتبط في البداية كثيراً بشيرين حتى إنه كان هناك من يعتقد أن اسمه "تامر وشيرين" !! بسبب كتابة اسميهما على غلاف الألبوم الأول ، و لم يُعرف أن اسمه تامر حسني إلا بعد فترة.
ابتعد تامر فترة كبيرة عن سوق الكاسيت بعدها ، رغم تواجده المكثف في الحفلات ، مما أثار بعض الشائعات عن وجود خلافات بينه وبين محروس الذي وقع معه ومع شيرين عقداً للاحتكار ، ولكن ألبوم "حب" الذي طرح بالأسواق عام 2004 مع "فري ميوزيك" وضع حداً للأقاويل ، وأكد موهبة تامر الذي ركز فيه على تقديم أشكال مختلفة من الغناء والموسيقى ، فكانت الرومانسية في أغنيات "أوصلفك" و"إنت حياتي" و"حب" والدراما في "الوحدة بتقتلني" و"فرصة أخيرة" و"لسه بحبك" وخفة الظل في "إنتي نسيتي نفسك" و"حرقة دم".
رغم قصر عمره الفني إلا أن السينما - كعادتها في إجتذاب نجوم الغناء - شدت إنتباهه فشارك في فيلم "حالة حب" برفقة هاني سلامة وهند صبري وزينة ودنيا وشريف رمزي ، والذي قدم هو فيه شخصية "يوسف" التي بدت في نظر البعض مستوحاة من صفحات حياته الواقعية ، حيث عانى في الحقيقة فعلاً من هجرة والده ، إلى جانب كثير من المشكلات في طريقه الفني كانت مشابهة لتلك التي تضمنها الفيلم ، ولعل نجاح "حالة حب" هو ما شجعه على خوض تجربة سينمائية ثانية هي فيلم "سيد العاطفي" مع عبلة كامل وزينة.
وفي ظل تطوره ونضوجه ، كان للآخرين من المصريين تجارب غنائية بلهجات عربية أخرى ، إلا إنه أكد دائماً أن الغناء ثقافة وحضارة "لذلك لابد ألا أقدم أعمالي بلهجة أخرى غير التي نشأت وأنا أتحدثها ، وأضف إلى ذلك عدم إتقاني للغناء بأية من هذه اللهجات" على حد تعبيره.
يعتبره البعض أكثر المطربين الجدد شمولاً ، فهو قادر على التأليف والتلحين لنفسه ولغيره -على غير العادة - منذ فترة كبيرة ، فقدم لشيرين "بص بقى" ، ولصديقه بهاء سلطان "مايردش" و"قوم أقف" التي لامه البعض على الظهور في الفيديو كليب الخاص بها كموديل ورد هو بأن "بهاء صديقي ويشرفني أن أقف بجانيه دون أي اعتبارات تانية!!"، ودائماً ما تكون كلماته وألحانه وثيقة الصلة بلغة الشباب اليومية.
لتامر حسني العديد من الأغاني التي ظهرت في السوق دون أن توجد في ألبوماته ، و يعد أبرز هذه الأعمال تلك الأغنية التي قدمها إهداء للراحل أحمد زكي أثناء مرضه في الإحتفالية التي أقيمت بالجامعة الأمريكية من أجل تكريم الفنان الراحل ، ويرى البعض أنه سيكون "نجم الشباب" القادم بعد عمرو دياب معتمدين على التشابه فيما يقدمانه ، ومن هذا المنطلق يتمنى تامر أن يقوم بعمل دويتو مع عمرو دياب الذي يشير إليه دوماً باعتباره مثله الأعلى.